لست نبيا يكمل ما يكتب

في العام المصطلح عليه الآن

لست نبيا

لا يأتيني الوحي

لا أخرج يدي من جيبي بيضاء

لا يتحول موبايلي لأفعي تلقف ما صنعوا

ولا يهتز جبين طواغيت الأرض ،مهما سببت

لا أعلم ما قد يحدث

ولم يأتمني بعد الله،لأبلغكم أي رسالة

ولأن كلامي محصور ،بحدود اللغة المصطعنة

ولأن اللغة محصورة ،بحدود المعنى المفقود

ولأن المعنى ضائع ،فقد فقد دواله

لن أكمل ما أكتب

لماذا تركت بروفايلك وحيدا ؟

لماذا تركت الحصان وحيدا؟_

_لكي يؤنس البيت ،يا ولدي،فالبيوت تموت إذا غاب ،سكانها

درويش

الفيس بوك ،يمثل مساحة فردية ،كما كانت تمثل المدونات ،وكما تويتر ،مساحة لممارسة الوجود الفردي ،ولهذا بشكل ما ،فهو قادر على التشظي والمراوغة،ميزتها الأكبر ،أنها مناوئة لسيكولوجية الجماهير ،لكنها أيضا ساحة للتظاهر والحشد والترويج والدعاية ،فهي بشكل ما أيضا،لها قابلية الحشد،وقابلة للتنميط،لكنها في تنميطها هذا فهي تفرض أخلاقها على مستخدميها

..

ربما هو شعور جميل ،أن تكون أدمن لصفحة فيها مئة ألف مشترك مثلا،تقوم بتوجيههم ،وقولبتهم ،وإثارة اهتماماتهم كما تريد ،تفرض عليهم المعارك التي تريد ،والتحيزات التي تريد،حسنا،هكذا تفعل وسائل الإعلام ،لكن الإعلام معروف من يوجه الرسالة ،معلوم من يمول القناة أو الصحيفة ،ومن الكاتب ،ومن رئيس التحريرفهو من جهة مسئول مباشرة عن ما يفعله ،ويمكن مساءلته،ومن جهة محدود بحدود المتفقين مع آرائه أو أشخاصه،هذا مختلف أن تشعر أنك توجه فئة كبيرة ،من الناس ،دون أن يعرفوك ،أو يعرفوا تحيزاتك،أو خبراتك ،أو مستوى تعليمك،وهذا يمنحك قدرة أكبر على تنميط المزيد من المشتركين ،فالكثير بسهولة سينفر من صفحة لها أدمن ،معروف عنه اتجاهه السياسي المختلف معك مثلا،أو له مستوى تعليمي أقل مما يعجب البعض ،أو حتى شكله ليس جيدا في نظرة آخرين ،لم تكن صفحة خالد سعيد ،لتنجح لو علم من يديرها ؟،لكن هناك ربما أسئلة توصف بالأخلاقية ،في ذلك ،وخصوصا بعد الثورة ،عن سبب ميل الصحفات السياسية لتجهيل مديرها دون أي سبب ؟ ،

هذه التجربة الخادعة_تحول القطيع الوهمي إلى جماهير حقيقية في الثورة_ التي خدعت البعض  بتحليلات سخيفة لكتاب أغبياء تحدوهم رغبة عارمة في ركوب موجة استقرت على الشاطئ،أطلقوا اسم ثورة الفيسبوك على الثورة ،فانبروا ليشيدوا ثورات هنا وهناك،ناسين أن الثورة لم تحدث ،إلا بانضمام كتل اجتماعية غاضبة لها ،هذه الكتل ،لا تتلقى تعليماتها من أدمنز مجهولين ،وبمجرد نزولها في ثورة جعلها في موقف وجودي مع النظام،خدع النظام التي ربما تخدع أفرادها ،كان صعبا عليها أن تخدع وعيا جميعا يعلم وجودية ومصيرية الوضع الذي هو فيه ،هذا ما فات أدمن صفحة أنا صفحة أنا آسف يا ريس،الذي ربما صدق الفعل ،ان ثورة 25 يناير كانت بالفعل ثورة شادي ووائل،وحاول أن يعيد التجربة ،مفتقدا لأي كتلة تقف بجواره

..

إغراء قيادة القطيع هذا ،سبب ظاهرة بيع الصفحات ،أو تبادل الإعلانات في البعض الآخر ،عندما تصل الصفحة مثلا لعشرين الف ،يمكنني بيعها لك ،بألف،لكي تقود هذا القطيع _أو ما تتخيل أنه قطيع _كما تريد،وهو ما يجعل أي خبر سريع ،بسرعة تحدث له ألف صقحة سريعة،خبر مثلا كنشر سويرس لصورة ميني بالنقاب وميكي باللحية ،الذي نشرته صفحة خبرية تابعة للإخوان ،شبكة رصد،خرجت له صفحات كثيرة ،كلها تدعو لمقاطعة سويرس ،الصفحة إذن نجحت في فرض معركة خاصة بها على الجمع الهائج_وهنا سبب آخر كون الإسلاميين بشكل عام بتركيزهم على الأمة أو الدين،وغيرها من التجريدات،فهم لا يتفهمون العالم إلا كقطيع_ المحتاج إلى من يشير له إلى اتجاه العدو،ولكن هذا القطيع يحتاج لمن يقوده ،الفيس بوك مناوئ لسيكولوجية الجماهير وقابل لها ،فينتج عن ذلك ،أن القطيع بأكمله يحاول أن يقود القطيع بأكمله ،الفردية تبرز في تعدد لا نهائي للصفحات ،في محاولة لقيادة القطيع الهائج،وسيكولوجية الجماهير تبرز في نمطية الخطاب الموحد ،الخالي من الفردية أو الابداع،كما تبرز في آلاف من البروفايلات المنمطة ،المتكررة ،صورة من واقع منمط ،لا تبرز فيه فردية ،أو مقاومة ،أو  إبداع ،إنما تكرار لا نهائي ،دؤوب ،لمعلبات أيدلوجية ودينية ،أفراد معلبون ،الماهية فيه ليست فقط  تسبق الوجود،لكن الماهية هي الأزلي والثابت،بينما الوجود شئ عبثي لا قيمة له،جريمة تستحق الاعتذار عنها ،بالاندماج سريعا وبحماسة في معارك الماهية ،المعارك الكبرى،كالدفاع عن الدين،لارتباطها بالماهية،لها بريق أكثر ،وهي في نظرهم أكثر قيمية وخلودا ونقاءا ،من معاركنا الوجودية الصغيرة كالضحك والحب

..

هذا الصباح سيدتي جميل



لا أقول بأني أحببتك،لا يمكن الوقوف على تعريف صلب للحب،كما أننا بشكل ما ،نتاجات بشرية لتصادفات اجتماعية واقتصادية وسياسية وزمانية وجينية،وهل تنتج كل تلك الصدف ،شيئا أصيلا ،كما يفترض أن يكون الحب ؟

..

هذا الصباح كان لكِ ابتسامة ساحرة ،جدا ،حسنا ربما لا يكون  هناك توصيفا دقيقا منضبطا لكلمة ساحر،كما أن الابتسامة نفسها ،يصعب تعريفها ،لكني فرحت جدا ،أحببت لو كنا هيبيزا ،لكنت احتنضتك ،وقبلتك وسط هذا الحشد من المنومين مغناطيسيا المحاصرين لنا.استغربت كيف يملك العالم ،كل هذا الغرور والصلف ،ليتجاوز هذه الابتسامة ،ليغرق في مناقشات تافهة بخصوص الثورات والبنادق والدساتير والانتخابات والحجاب والخمر ،هؤلاء التراجيديون المتعصبون ،يصرون بكل طاقاتهم ،على دحض نظرية التطور ،بحيث لا يمكن لأحد بعد  جهدهم هذا الهائل ،أن يشك أن الإنسان قد لا يكون تطور بالفعل ؟

..

حتى لو كنا شخصيات كارتونية ،فلماذا نفقد شعورنا بالفانتازيا والجمال ؟

خمس أسباب لتأييد محمد البرادعي

حين ستدفع روبي الباب بقدميها،سيقف الجميع فجأة ،علاء الأسواني المنشغل في حوار عميق مع فهمي هويدي ،يحاول كل منهما إثبات للآخر أن العلمانية ضد الأديان جميعا ،سيقع من كرسيه متفاجئا ،هويدي سينظر لروبي متفحصا ملامحها النابعة من خصوصية ثقافية أصيلة ،لا تعرف الميوعة،تطرأ على ذهنه فكرة عبقرية ،مفادها أن الجمال لا يكون إلا بالحجاب ،سيترك الحدث ،ليكتب مقاله اليومي،ضحكة إبراهيم عيسى تأتي من الشرفة مندفعة مع اندفاعة جسمه الضخم ،يعبر من البلكونة التي كان يشاهد منها اعتصاما لعمال مصنع ما،ليرى سبب الضجة ،حين يرى روبي ،سترتفع ضحكته أكثر،لكنه لن يندفع للسلام عليها،أيمن نور سيظل محدقا في المشهد،بينما حمدين صباحي سيبتسم ابتسامة ،عريضة جدا،ويقول “أوباا”،البسطويسي سيغض النظر عنها ،ويدير وجهه ،ويقول “ايه الجمال دا،
..
حينها سيكون سليم العوا وعبدالمنعم أبو الفتوح،وحازم صلاح أبو اسماعيل ،مجتمعين في غرفة جانبية ،يقف على بابها ،شابين يلبسان بدلتين إيطالتين ،أبو الفتوح الجالس في أقصى الغرفة الجانية ،سيرفع رأسه فوق رأس العوا ،ليرى بالضبط ما يحدث ،بينما حازم صلاح،القابع في مكان استراتيجي في وسط المائدة ،مديرا ظهره للباب ،سيكتفي بمشاهدة الحدث من المرآة التي أمامه في آخر الغرفة ،العوا سيعود إلى مكانه بعد أن يلقي تحية عامة لا يذكر فيها اسم روبي ،بينما أبو الفتوح ،سيكتفي برفع صوته عاليا ليقول “صباح النور يا قمر  “،ويعود لمقعده ،متفاديا نظرات أنصاره ،وهاربا من غضب حازم صلاح أبو اسماعيل ،سيندفع أحد الشباب ليخبط على المائدة بكلتا يديه ،ليصرخ في وجه أبو الفتوح “يا كافر ،شفتك وانتا بتبصلها ،وقعدت تبحلق في جيبتها الرصاصي ،تلا قيك حتى حفظت الأرقام المكتوبة على التيشرت بتاعها،”،العوا سيفقد صبره  ويلطم الشاب صائحا ” ايه قلة الأدب “،بينما ستمتد يد حازم صلاح أبو اسماعيل بورقة صغيرة من تحت المائدة لأحد أنصاره من المدونين السلفيين “،سينتحي بالشاب جانبا ،بينما ويعطي الورقة لآخر يعطيها لآخر يعطيها لآخر،أبو الفتوح حينها سيكون حينها استعاد مكانته،،يخرج وقتها صوت من الدي جي الموجود في الغرفة ،“أنا مش عارف الدولة عاوزة مني ايه ،أبقى شيوعي ،وللا مسلم ولا زنديق وللا عابد بقر ” ،،أبو الفتوح سيحني رأسه ،بينما سيبتسم حازم صلاح بسخرية ،لن يقطع ابتسامته إلا أن عين أحد تلامذته ،يتصطدم بعنيه ،بينما هو ينظر في المرآة ،سيقول حينها “خلينا نكمل ،خلينا نكمل ”
..
في اللحظة التي سيغمز فيها  بلال فضل ،لها ،وهو منشكح تماما ،سيكون معتز عبدالفتاح،قد اقتحم الغرفة ،بيديه هراوة غليظة ،عرفت إن فيه إضراب هنا ،سيلوي بلال فضل بوزه ،بينما يسرى فوده،ينظر على الأرض قائلا”أوووف بقى “،فهمي هويدي ،يشير لمعتز أن يهدأ ،بينما الشابين ذوي البدلتين الايطاليتين،سيدلانه على الطريق إلى غرفة حازم صلاح ،ووقت أن يدخل الغرفة ،سيقول حازم للشباب ،اقفلوا الباب،عاوزين هدوء،سيرفض أبو الفتوح،متعللا ،احجنا ماعندناش أسرار وللا حاجة ،لازم نتكلم في العلن
..
مجموعة من شباب الإخوان،سيكونوا قد اجتمعوا في البلكونة  الواسعة ،ليدرسوا ما العمل في هذا الحدث ،وأحدهم يقول “البنت لطيفة ،ومش حقنا تصرخ إننا نحاسبها،احنا نفتح حوار معاها ،لازم نطمن المجتمع،بينما فيه إحداهن ،قائلة “أنا كمان رأيي كدا ،سيعبر حينهابجوارهم متعمدا،شخص يعرف نفسه بإنه  إسلامي حقيقي،ليقرأ بصوت عال آية ” لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْ”،سيصرخ فيه الشخص الأول ،قائلا له ،انتا ولا  تعرف حاجة ،وتلاقيك من ساعتها عمال تبحلق فيها ،انتا شخص مريض ،لكن مجموعة أخرى من “الإسلاميين الحقيقين” سيحتضون الشاب  ،الثان،إحداهن ،ستقول له “عجبني أوي موقفك دا،احنا مش لازم نعطي الدنية في الدين بتاعنا “،سيبتسم لها الشاب ،ليقول “ولعلمك ولا هما إخوان ولا إسلاميين ولا حاجة ،ولا قروا حاجة ،ولا يعرفوا حاجة عن الفلسفة الإسلامية في التعامل مع المخالفين ،ولا النهج المديني في تأطير المعارضة ،شوية منهزمين “،
سيقطع حديثهم وصول عصام شرف ،آخذا بيد أحمد زويل ،سيرحب كل منهما بروبي بفتور ،ثم يجلسان وسط الحضور ،يرحبون بالجميع ،سويرس الذي كان مشغولا بتليفون عمل ،سيلتفت حينها لروبي ،قائلا ،أنا هاتصل بالقناة أقولهم على إنك موجودة ،لو عاوزين يصوروا ،معاكي وللا حاجة،بينما يعطي اشارة  لبعض الشباب أن يرحبوا بيها بالنيابة عنه
..
حينها سيدخل محمد البرادعي الغرفة ،قادما من المطبخ ، أولا يحمل صينية عليها شاي وقهوة وبيبسي وبعض المكسرات ،ثانيا  سيضعها على ترابيزة صغيرة ،ثالثا ،سيرحب حينها بروبي ترحيبا حارا ،رابعا سيقول اتفضلي معانا ،خامسا ،سيتناول بعض المكسرات سريعا ،ثم يعزم على بقية الحضور
..

سائق ميكروباص متهور،لا يعنيه في شئ أن أستيقظ من حلمي

لقد مت البارحة في الحلم،حين فشلت محاولتي العاشرة في الاستيقاظ ،ظللت أردد بهذيان تطهري مقتطفات طويلة من فرويد،ونيتشه،وأغاني شعبية ،وسببت الدين للملاك الذي حاول انتزاع روحي ،وحين أتيت امدادات له ،استغربت أن الله يعاملني كمتمرد مسلح،حينها حاولت لآخر مرة أن أستيقظ،لكني حين صحوت،كانت الساعة تشير لساعتين في نفس الوقت،وكان الجو ليلا،رغم أني نمت السادسة صباحا،وحين أدركت ذلك،بدأت الشمس في الظهور،بسرعة ،مكتشفة بعد فوات الأوان ،أنها قد أفسدت المسرحية،حينها كنت استلسمت للفجوة الزمنية التي سقطت فيها،عندما فتحت عيني ببساطة ،لأضيف إلى معايير التفريق بين الحلم والحقيقة ،أن الحلم مشبع بأجواء تآمرية
..
مددت يدي ل”مئة عام من العزلة”،والتي منها جائتني في الحلم،فكرة أن الله يعاملني كمتمرد مسلح ،كنت على وشك انهائها ،مع علمي بأنه ليس لدي ما أقرؤه اليوم لو أنهيتها ،ولن أفتح بطبيعة الحال أي مذكرات دراسية ،حاولت التأني في الكلمات ،للتأخير في انهاء الرواية ،قبل ورقتين من النهاية ،دخل جنديان مسلحان  مقنعان لغرفتي ،ولم أعرف ما ينبغي فعله أحدهما خلع القناع بسرعة ،كانت هي ،ورغم أنني لم أرها ،إلا أن المقنع الآخرأكد لي ذلك ،لكني أدركت من ملابسه ،أنه أنا ،عندها حاولت الاستيقاظ ،إلا أنني تذكرت محاولاتي العشرة في الصباح،والتي أرهقتني كثيرا،وتذكرت أنني صحوت بالفعل ،وأنني في الأغلب أحلم في يوم آخر
كنت عندما صعدت للميكروباص،جلست أماما بجوار السائق،وفتاة في الصف الثالث الثانوي ،راجعة لبلدتها ،بعد درس الانجليزي في قريتي،كنت أعلم ذلك بتكرار رؤيتها ،فكرت عبثا عندما ركبت بجوارها ،أن أقول لها أنني أحبها،لأرى ردة فعلها ،إلا أنني تراجعت بسرعة ،عندما اكتشفت مواهبها التنقيبية طوال الطريق،وجهدها البحثي الدؤوب،في العثور على الكنز ،الذي خبأه في الأغلب جدها الفرعوني الأكبر في أنفها ،والذي كلما عثرت على جزء كانت ترفع اصبعها أمامها منتشية ،لترى حجم الكنز ،ثم تعيده مرة ثانية لأنفها في الفتحة الأخرى ،لكي تظل الفتحة الأولى ،مكان التنقيب الأساسي،والسائق الذي كنت أعرف من تجاربي معه ،أنه له روحا بحثية أكاديمية ،قرر الاندفاع وراء التجربة ،لعل جده الأكبر،قد ترك له هو الآخر كنزا في أنفه
قيدني الجنديان،الذين أصبحوا كتيبة كاملة ،ووجدت نفسي،أمام قدر كبير جدا ملئ بماء مغلي ،عندها أدركت أيضا ،أن هذا حلم ،وحاولت تذكر من أين استدعيت هذا القدر ،أثناء سؤالي للجنود أين نحن بالضبط،هجم علينا جيش بدائي،يلوح بسيوف وخناجر ،انضممت للكتيبة التي اختطفتني ،لكني لم أطلق شيئا ،عندها كنا في مكان مغلق مصمت ،لا نافذة له ولا باب ،أتيت فتاة الثانوي من السقف،لتقول لنا سلام ،علمت حينها أنها متواطئة مع البدائيين ،لكني لم أهتم ،لاننا خرجنا بسرعة إلى صحراء ،لم يكن فيها إلا أنا والجنديان المقنعان ،ورجلان آخران ،يتنازعان ،حول من يعبر بجمله قبل الآخر ،بينما يتهم أحدهم الآخر،أن جمله نطح جمله ،وأصاب قدم جمله
كنت حينها  رجعت  أتلو أمام الجنديين  فقرات مطولة  من ماركيز الذي أنهيت روايته صباحا ،وأنا أعلم أن عدم وجود كتاب آخر،سيدخلني في دوامة كآبة ،لأن مقاومتي الهشة التي أستنفدها في التوحد مع الكتب ،ستنهزم بسرعة أمام الحنين ،حاولت معاودة النوم مرى أخرى دون جدوى ،حاولت المذاكرة ،قبل أن أحاول أن أشتت ذهني بمحاولة تذكر آخر خمسين كتابا قرأتهم ،أحسست بعصارة في صدري ، افرازات خلايا الهزيمة الكامنة ،غيرت ملابسي بسرعة ،لأن عندي امتحانا في الكلية ،أخذت معي ثلاث مذكرات ،على أن أقرأهم في الطريق،نسيت القلم ،ذهبت لمحل اشتري واحدا قالت لي البائعة  بازدراء غريب”مافيش “،زادت إحساسي بالهزيمة ،توقفت قدماي للحظة،خفت أن أصاب بالشلل في وسط الشارع،كنت أعرف أن أعصابي لا تحتمل أي هزيمة جديدة،صعدت للمكيروباص،
صاح الجنديان ،توقف ،توقف ،توقف الرجلان فعلا عن العراك،ولكن الجملين نطحا بعضهما ،مرى أخرى
..
فتحت عيناي ،مرى أخرى ،لأدرك بسهولة أنني استيقظت ،كان سائق الميكروباص ،خرج ليتشاجر مع صاحب عالعربية الملاكي ،الذي اصطدم به ،فيما كانت الفتاة الباحثة عن الكنز،وكل ركاب المكروباص،قد نزلوا في الطريق ،وبقيت وحدي نائما ،قبل أن تحدث المصادمة قرب الموقف،السائق الذي انهال في البدء بالشتائم على الرجل،اكتسب مقدرة حوار عقلانية ،عندما فتح هذا الآخر مطوته ،مدفوعا بخوفه من أن تنهز صورته أمام ابنه الجالس بجواره،للحظة ترددت ،هل المفترض أن أظل موجودا ،في ظل أن رجل شرطة كان قد جاء،لفض النزاع،وفي الأغلب سيذهبوا لقسم الشرطة ،وهذا سيضيع امتحاني ،تركت السائق والنزاع ورجل الشرطة ،وعندي احساس أنني قد خذلته ،لكن هدأ من شعور الذنب الغبي هذا ،أنني لم أكن شاهدت شيئا بالفعل

عندما تمسك الامبريالية بخناق الفاشية

،يكون الفرح بانتصار وقتي للامبريالية ، خضوع مباشر لمنطق الامبريالية ،التي تعطي نفسها الحق في تربية الشعوب الأخرى ،كإله دنيوي ،وكحضارة أعلى لها الحق في تهذيب همجية الشعوب البربرية وسرقة أموالهم وقتلهم واحتلال أراضيهم،وإرشادهم إلى طريق الفردوس الأعلى المتمثل في أشباح هزيلة لدول كل مهمتها حماية المصالح الامبريالية،تقودها نخبة من العملاء السارقين ،إن التماهي اللحظي مع الامبريالية تعبير عن انهزامية داخلية ،لا ترى في نفسها أي قدرة على المقاومة ،فتحمل داخلها أحلام وهمية ،عن الدولة الإلهية الكريمة ،التي ستعيطنا الحرية والكرامة ،على طبق من دماء ملايين المضطدهين،تعبير عن تقبل مبدئي للعب دور المترجم العربي للسفاح الامبريالي،دور حامل الفوطة

،ويكون الانحياز للفاشية القومية الدينية ،تعبير عن خواء لذات ضعيفة طفولية ،تريد أحدا ما لحمايتها ،ذات قبلية ضيقة،لا تستطيع تصور أن جزءا من ذاتها شرير،كيف وهي الشعب المختار ،لا تستطيع بمنطقها النرجسي،الذي لا يرى إلا صورته في كل شئ ،أن يفصل بين الاخلاص وبين الصواب،بين الموهبة وبين القيم ،فيخلط بين تجرد الشخص،وبين صوابه،ذات تبحث عن حجج لابن قبيلتها السفاح لكي لا تجعل تعاطفها معه فجا ،ذات تافهة ،ترى في المواهب العظيمة ،قيم عظيمة ،ذات بلغت من الانهزام،أن تخلت عن القيم الانسانية رغبة في االفوز بلحظة قتل للآخر هي الأخرى بدورها،إن المذابح العظيمة جدا،تحتاج لأيدلوجيات عظيمة جدا،أديان رائعة جدا،لتقوم بمذابحها باطمئنان ،اطمئنان أن خلفها شعوب منهزمة خائفة مرتعشة لا تمتلك شجاعة عدم اعتبار عدو العدو صديق،ذات منهزمة فلا ترى أمامها إلا الآخر بجبروته ،فتعود بنرجسية متخيلة لتكون هي فيها محور التاريخ ومحرك الكون،وامل البشرية،إنها وإن كانت تعرض نفسها كتحد ومقاومة للامبريالية والآخر القوي ،فهي في حقيقتها رد فعل منهزم خائف ،إنها مريضة بالهزيمة،لاتستطيع إدارة حوار عقلاني مع الآخر من نفسية تؤمن بالمساواة بين البشر ،وبالعدالة وبالحرية ،فهي لا تعرف إلا نسيطر على كل العالم،أو نموت جميعا

..

مقاومة الفاشية ،لا معنى لها ،دون مقاومة الامبريالية والعكس،إنهما تعبير عن نفس المطالب السلطوية النرجسية ،الرغبة في اعتلاء العرش الكوني ،لامتصاص دماء البشر وأموالهم ،مطالب طبقة رأسمالية لا تشبع من المال والدماء،وطبقة فاشية ،لا تريد أن ترى غيرها يسير في غير امرتها ،كلا الطبقتين تمتص دماء شعوبها ،لتتقوى على قتل الشعوب الأخرى ،شريحة أفقية صغيرة ،تخدع الطبقات الأخرى لتسير تحت امرتها ،من أجل معاركها ،الخاصة والرخيصة

المقاومة المنحازة لمصالح الشعوب،لا يمكنها الاستعانة بإحداهما على الأخرى ،سواء الاستعانة بالامبريالية لمحاربة الفاشية ،أو الاستعانة بالفاشية لمحاربة الامبريالية ،لأنهما وجهان لنفس المطلب،المطلب السلطوي المتجاوز للبشر ،ربما تبدو في الأفق مقاومة الاثنين غير ذات جدوى ،باعتبارهما تيارين تاريخين ،لا قبل لأحد بهما،ولكن من قال أن المقاومة تبغي الانتصار ،يكفي المقاومة أن تزرع تحت أقدام كلا من الفاشية والامبريالية ،بذور قنابل ،ربما تنفجر في وقت ما

الولد ذو البيجاما المخططة

لا أعلم ،لم يراود الناس ،أحيانا أن فكرتهم من الصعوبة والدهاء والتركيب،بحيث يجبرون أنفسهم على التعبير عنها في شكل فج ،في الفيلم ،الذي قد يصنف في خانة الدعاية الصهيونية التقليدية لإحياء مآساة اليهود على يد النازية ،وإشعار العالم بشكل دائم بالذنب ،وقد يصنف بشكل آخر،إلا أن ذلك لا علاقة له بالفيلم ،ففيلم “القارئ” رغم أنه يصنف كذلك ،إلا أن ذلك لا يمحو من جماله شيئا  ،لكن هنا ،رغم أن الاحداث تسير بتلقائية وبساطة وهدوء انسيابي ليوصل رسالة بسيطة “أنه لا فرق كبير بين الطفل اليهودي ،والطفل الألماني “،عبر علاقة طويلة غير معقدة بين الطفلين،أحدهما بن المسئول العسكري عن المعسكر،والآخر،أحد المسجونين اليهود في المعسكر،إلا أن الكاتب ربما أحس بضجر أن رسالته ،هناك خطر عليها،من المشاهد\القارئ الذي قد لا ينتبه لخطورة وأهمية الرسالة العظيمة ،ولهذا قرر أن يجعل نهاية الفيلم فجة ،فالطفل الألماني يتسلل _ببساطة وسلالة_إلى المعسكر ،ليتم صدفة حرقه مع الطفل اليهودي،ليندم أبوه القائد العسكري،هكذا بمنتهىا لفجاجة ،لكي تصل الرسالة صريحة“ما تفعله بالآخرين ،يمكن أن يحدث لك “،وربما تكون هذه مشكلة الالتزام في الفن بشكل عام ،أن القيمة أو الرسالة المراد التعبير عنها ،تمثل هاجس دائم للكاتب\الفنان بحيث أنها لا تكتفي بكونها نظارة أيدلوجية ،تلون الحياة بلون غير حقيقي،ولكنها تظل تحذف من الفن لصالح الرسالة ،تدريجيا ،فتبقى الرسالة وحدها عارية فجة ،لا تثير إلا الضجر

صبار

تنبت في يدي اليسرى قطعة صبار

في اليمنى تنبت دودة

أغفو ،مرتخيا ،مرتاحا ،مقتولا

أنبئ في نومي من أعرفه ،بما أعرفه

قدمي اليمنى تصبح أفعى

قدمي اليسرى تغدو ثعلب

أذني اليمنى تغدو ملعب

أذني اليسرى تصبح ملهى

أصحو،من نومي لأحذر من لا أعرفه،مما لا أعرفه

في اليسرى تحفر دودة

في اليمنى تنبت قطعة صبار

غواية أحمد خالد توفيق

لم أعتقد اني قد أندم يوما ،أني لم أقرأ لأحمد خالد توفيق ،لكنها عندما وقفت في منتصف المكتبة تسأل البائع عن أفضل كتب توفيق ،وهي تنظر إلي ،بعينين مبتسمتين هادئتين ،حاولت أن أتذكر كل ما سمعته عنه،تقريبا أتذكر بشكل كامل ،ملخصات وافية لرواية “يوتوبيا”،وأتذكر بعض المقتبسات المأثورة،الآراء الكلاسيكية عنه،قلت لها أنني أظن الرواية جيدة ،وغير ذلك

طب عندك اختيارات تانية ،تقترحها عليا؟_

كنت أمسك عندها روايتين،رواية “مسيو ابراهيم وزهور القرآن”،ورواية “مالك الحزين “”،

الرواية دي،واحد صاحبي قاللي كويسة ،ومالك الحزين،دي الرواية اللي اتعمل منها فيلم الكيت كات الجميل

ابتسمت هي،لا أعلم ،هل أدرك لا وعيها،أن لا وعيي،قد أدخل كلمة الجميل ،عنوة في الكلام ،أم أنها ابتسمت بروتوكوليا

بتحب تقرا لمين ؟_

اللعنة ،أنا لا أجيد الاجابة على مثل هذه الأسئلة ،ابتسمت ،لأطيل التفكير ،

بقرأ لكله،تحديدا ماقدرش أقول إني أميل لحد،لكن من الحاجات اللي عجبتني في الفترة الأخيرة ،رواية خالد البري الدنيا أجمل من الجنة ،والعتمة الباهرة للطاهر بن جلون ،وروايات يوسا بشكل عام مديح الخالة ،بالذات،ورواية ..

أنا بحب أحمد خالد توفيق،_

ابتسمت

كل مصر بتحب أحمد خالد توفيق_

تسرب مني كل ما تذكرته في البدء،عن أحمد خالد توفيق،وكنت أعلم ،أن ذلك  سيكون ايذانا بانتهاء المحادثة

متشكرة جدا_

اللعنة_

بتقول حاجة ؟_

ابتسمت

تشرفنا_

المسكوت عنه

حسنا ،هذا بسيط ،الكتابة ،هي عملية مركبة ،فنحن نتوجه في كتابتنا لجمهور محدد ،ونطرح في تفكيرنا أسئلة معينة_هي نتاج مشاكلنا وتأثرنا بالثقافة التي اكتسبناها_ نحاول الإجابة عنها ،كما توجد في الأغلب توجد شريحة أخرى صغيرة ،نترقب رد فعلها لما نكتب ،أو حتى نكتب نكاية فيها،أو بانتظار مدحها لنا ،هذا طبيعي جدا ،ولكنه الشئ المسكوت عنه،وقد لا يكون مفيدا بشكل حاسم في فهم الكتابة ،ولكنه يصبح مفتاحا واحدا لذلك،حين ينحصر هم الشخص ،في موقع تجاري كالفيس ،إلى أكبر عدد من اللايكات ،يعتمد الأمر على موهبة تشبه موهبة مهرجي السلطان ،يدرسون كيف ومتى يفعلون ماذا ليضحكوا السلطان ،يلتقط بقرني استشعاره الموجة السائدة ،فيناصرها بصلابة ليكون “فارس هذا الزمان الوحيد “،يدخل مع الفيسبوكيين، شيوخ الفضائيات وأحدهم صاحب المقولة الخالدة  “الشعب عاوز دين،اديله دين “ ،الظاهرة المقيتة “معتز عبدالفتاح”،وإن ننسى فلا ننسى عمرو حمزاوي ،عقلية العرض والطلب ،وجود مزيف أشبه بالمومسات ،منفصل حتى عن منطلقاته النظرية ،وعن قيمه المفترضة ،يذكرني الكثيرون بأيام ثانوي ،حين يكون اليوم كله في المدرسة ،عملية “رسم” الجميع على الجميع ،من أجل الفوز بالحظوة\الحب ،أو حتى الكراهية حين يعجز عن نيل الحب  لدى البنات ،لكن “الرسم” هذا مختلطا بخطابات دينية وأيدلوجية،تكتسب نظريا مكانتها من تعاليها على رغبات الإنسان بأشياء مثل الإخلاص والتفاني والتجرد !،يخلق شيئا مسخا،دار دعارة مقدسة ،قد يكون هناك خط رفيع بين التخلي عن الخطابات الايدلوجية المتعالية لصالح خطابات حقيقية ،وبين التشيؤ من أجل البيع ،وقد لا يكون خط رفيع ،بل مسافة كبيرة ،وقد لا يكون هناك خطوط ،ولهذا فأنا أعتمد بشكل أساسي على حدسي ،فهناك  البعض في كتابته  يحاول أن يكون البطل اليساري\الليبرالي\الاسلامي الصادح بالحق الذي جبن عنه الناس،وهي عبارة عن عملية حشو فراغ لكيانه الفارغ ،لكن خلف ذلك الذي قد يكون التسليع وقد يكون الطبيعة الانسانية الميالة لاجتذاب اهتمام الآخرين،هناك بحث حقيقي عن الذات ،ومواساة لها ،ومحاولة لدعم هشاشتها وضعفها،في عالم أكثر غموضا وقوة وصعوبة وجمالا وقبحا مما يجب ” \مما يوجبه ميلنا _ كما الثورة المضادة _للاستقرار”