المسكوت عنه

حسنا ،هذا بسيط ،الكتابة ،هي عملية مركبة ،فنحن نتوجه في كتابتنا لجمهور محدد ،ونطرح في تفكيرنا أسئلة معينة_هي نتاج مشاكلنا وتأثرنا بالثقافة التي اكتسبناها_ نحاول الإجابة عنها ،كما توجد في الأغلب توجد شريحة أخرى صغيرة ،نترقب رد فعلها لما نكتب ،أو حتى نكتب نكاية فيها،أو بانتظار مدحها لنا ،هذا طبيعي جدا ،ولكنه الشئ المسكوت عنه،وقد لا يكون مفيدا بشكل حاسم في فهم الكتابة ،ولكنه يصبح مفتاحا واحدا لذلك،حين ينحصر هم الشخص ،في موقع تجاري كالفيس ،إلى أكبر عدد من اللايكات ،يعتمد الأمر على موهبة تشبه موهبة مهرجي السلطان ،يدرسون كيف ومتى يفعلون ماذا ليضحكوا السلطان ،يلتقط بقرني استشعاره الموجة السائدة ،فيناصرها بصلابة ليكون “فارس هذا الزمان الوحيد “،يدخل مع الفيسبوكيين، شيوخ الفضائيات وأحدهم صاحب المقولة الخالدة  “الشعب عاوز دين،اديله دين “ ،الظاهرة المقيتة “معتز عبدالفتاح”،وإن ننسى فلا ننسى عمرو حمزاوي ،عقلية العرض والطلب ،وجود مزيف أشبه بالمومسات ،منفصل حتى عن منطلقاته النظرية ،وعن قيمه المفترضة ،يذكرني الكثيرون بأيام ثانوي ،حين يكون اليوم كله في المدرسة ،عملية “رسم” الجميع على الجميع ،من أجل الفوز بالحظوة\الحب ،أو حتى الكراهية حين يعجز عن نيل الحب  لدى البنات ،لكن “الرسم” هذا مختلطا بخطابات دينية وأيدلوجية،تكتسب نظريا مكانتها من تعاليها على رغبات الإنسان بأشياء مثل الإخلاص والتفاني والتجرد !،يخلق شيئا مسخا،دار دعارة مقدسة ،قد يكون هناك خط رفيع بين التخلي عن الخطابات الايدلوجية المتعالية لصالح خطابات حقيقية ،وبين التشيؤ من أجل البيع ،وقد لا يكون خط رفيع ،بل مسافة كبيرة ،وقد لا يكون هناك خطوط ،ولهذا فأنا أعتمد بشكل أساسي على حدسي ،فهناك  البعض في كتابته  يحاول أن يكون البطل اليساري\الليبرالي\الاسلامي الصادح بالحق الذي جبن عنه الناس،وهي عبارة عن عملية حشو فراغ لكيانه الفارغ ،لكن خلف ذلك الذي قد يكون التسليع وقد يكون الطبيعة الانسانية الميالة لاجتذاب اهتمام الآخرين،هناك بحث حقيقي عن الذات ،ومواساة لها ،ومحاولة لدعم هشاشتها وضعفها،في عالم أكثر غموضا وقوة وصعوبة وجمالا وقبحا مما يجب ” \مما يوجبه ميلنا _ كما الثورة المضادة _للاستقرار”

 

Leave a comment